
رواية تسرد يوميات
شاب ألقي القبض عليه لدى وصوله الى مطار بلده عائدا من فرنسا وأمضى ثلاث عشرة
سنة في السجن دون ان يعرف التهمة الموجهة اليه.. انه الظلم والفساد والقساوة التي لا
تقرها شريعة واساليب التعذيب التي لم نقرأ لها مثيلا من قبل.
لم يكن يعلم عندما
ذهب برفقتهم أنه يخطو إلى مرحلة جديدة في حياته 13 سنة من السجن والتعذيب والقهر والظلم،
لم يكن يعلم ذاك الشاب المسيحي أنه سيدخل السجن في أحداث الأخوان المسلمين التي اشتعلت
في سوريا في الثمانينات... لم يكن يعلم أنه سيقضي زهرة ربيع عمره في السجن الصحراوي
حيث لا رحمة ولا شفقة!!!
بدأت الرواية متعجبةً،
مسيحي وبتهمة الأخوان إنها لم تكن نكتةً أو فكاهةً بل كانت مأساةً كاملةً مُني بها
شخص ضاع عمره لخطأ بسيط ارتكبه رجال الأمن
كانت الرواية من
العيار الثقيل، ، كلمات بذيئة يستعملها رجال الأمن والشرطة والبلديات مع السجناء، انزعج
منها بادىء الأمر ثم ما لبث أن اعتاد عليها.
شاهد مشاهد الإعدام
ومشاهد القتل والعنف والضرب و الكهرباء، بساط الريح والدولاب ، شاهد ذاك الأب وهو يودع
أولاده الثلاثة وهم يساقون إلى الإعدام.
.. لقد كانت القوقعة
سجناً إضافياً فرضه السجناء على هذا الأسير النصراني حين أعلنوا عن حالة المقاطعة الشاملة
له على اعتبار أنه زنديق ملحد مارق يجب أن ينبذ ويقتل .
أيكون المرء مسجوناً
في قفصين ألا يكفيه واحد حتى يذوق فيه صنوف العذاب أيّ روح تلك التي تخلع فمها لتعلن
حالة الصمت الرهيب إلا عن الألم لمدة عشر سنوات عجاف وأي روح تلك التي تدعي حمل الإسلام
وتفعل كل ذلك أهو تفريغ لشحنة العذاب التي حشت جلودهم في روح بريئة ليس لها من الأمر
شيء ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق