الرواية استوحت أحداثها من كتاب لرحالة عربي قديم عن ممالك
كانت سائدة ردحاً من الزمن في السودان.
نسج أمير تاج السر عالماً يكاد يكون سحرياً في تفصيلاته و
شخصياته و الجو النفسي الذي تدور فيه الأحداث. لم تخلو الرواية من بعض التطويل لكنه
لم يجتز جزءاً من متعتها.بالرواية رموزاً عديدة وضعها تاج السر ببراعة و خفة.
مهر الصياح رواية مذهلة في خلق المكان والشخوص، والثقافات البائدة، تفصايل
غريبة، عادات وتقاليد، شرائع وطقوس، أحداث محبوكة
بلغته الشاعرية الخاصة والمميزة، يسرد المؤلف السوداني أحداث
هذه الرواية المشوقة. ويقدم فكرة شاملة عن الثقافات المتعددة التي استوطنت السودان،
وشكّلت تاريخها وحضارتها، ويخص بالذكر دارفور وتاريخها في القرن الثامن عشر، من خلال
شخصية إبن صانع الطبول الفقير "آدم نظر"، النابضة بالحياة والغنية والفّذة،
والمليئة بالأسرار.
رواية مهر الصياح تتشابك فيها حياة آدم مع الشخصيات الأخرى، داخل
إطار مركّب، يحتوي مزيجاً من الواقع والخيال وعالم الأساطير، ليخفي وراءه رسالة ورمزاً،
مما يحفّز القارئ على متابعة التفاصيل والشوق لمعرفة المصير الذي سيؤول إليه بطل الرواية.
مهر الصياح رواية مستوحاة من كتاب ألفّه "رحالة عربي قام
برحلة إلى بلاد السودان في القرن السابع عشر"، حسب ما يقول المؤلف في بداية كتابه
الغني بالمعلومات والأجواء التاريخية.
"الأخبار لا تندس أبداً.. في القصور المرفهة أو أحياء
الفقر أو الأسواق والطرقات، النصوص المكتوبة قد تعاد كما هي أو قد تكتب بأحبار أخرى،
وتروى من جديد.."، وقد نجح أمير تاج السر في ذلك مكوناً
أسلوبه الشاعري الخاص والمحبب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق